حبيبتى
كيفَ تتنفسينَ يومَك ِ
وتعانقينَ مفاتنه مذْ طلوعِ الفجر ِوحتى هطولِ الليل
كيفَ يلامِسُكِ النسيمُ ويُعانقُ خصلاتكِ الذهبية
ويلتصقُ الربيعُ بجفنيكِ فيصيرُ قابَ شفتينِ أو أدنى
من مواطنِ النورِ ومواسمِ النوارسِ على وجنتى القمر
أنا مذ كتبتِ فوقَ جدارِ قصيدتى
ألف َ ألفَ [وداعاً حبيبى]
وأنا أخبئ الأحزان وأشيد من الألم هضاباً
دعينى ألملمُ بقاياىَ
وأبتعدَ عن لظى عينيكِ
أتركينى كى أعلمَ الأيامَ ألا تستكين جراحها
أمهلينى ريثما أصعدُ الى سماءِ الشوق
وأرسمكِ فيها كـأخر نجمات الليلِ ضياءاً
أستبدَّ بى الغيابُ ومضغنى الحنين بمعزلٍ عن الأحلام
وأودعنى بقبرٍ من طراز [أنين]
لنْ أكثرَ عليكِ منَ العتاب
ولنْ أدافعَ عنى حتى ولو كنتِ الجانية
ليتكِ تدركين أنى لم أولدْ سوى من ندى عينيكِ
وتنهدات صدركِ حين تذكرينى
وربما لنْ يدركَ التاريخُ أنَّـا لم نزل عاشقينِ
مذْ راقبتنا السحابُ بأولِ لقاءٍ بيننا
حين أطلقتُ لقصائدى العنانَ وجعلتها تحبو فوق جفنيكِ
لتشاهدَ مواقيتَ الجمالِ بمعزلٍ عن العالم
وَلِتحشدَ ألافَ الكلماتِ وتشجيها من مداعبةِ قسماتِ وجهك
لنْ أنسى حينَ أحببتُ إمتهانَ الهوى بلا أملِ
وأن أسكنَ بينِ نظرةٍ ومداها
حين مددت كفيك لتغسلى تبرَ أحزانٍ حتى أتوضوأَ من سنا نورك
كيفَ أنى تعلمتُ على صدركِ أن أمارس الطفولةَ بأضعفِ صورها
وأن أبكىَ بلا حدودٍ
وإرثى فى الهوى عينٌ سجوم
أدركت كيف التسلل إلى ماوراء العينينِ
وأن أحزم أمتعتى لكى أغادرَ على أول رحلة إلى نبضكِ الهادئ
لأرتشفَ من قطراتِ أحلامك إلى منتهى الأحلام
سأصلب قصيدتى هاهنا إلى أن تفتحينَ معابرَ قلبكِ
وتطلبينَ حقَّ اللجوءِ إلى صدرى